7- لا يَنبغي على الإنسان أن يُقولِبَ نفسه على نمط معيَّن من
المواهبِ والإبداعات، حتى إذا فشِل يئِس من الاستمرار، بل عليه أن يجوبَ
ويكشفَ، لعلَّ في نفسه موهبةً لا يعرفها تكون سببًا في تفوُّقه.
8- مهما كانتْ أخطاء الإنسان في حقِّ الله وحقِّ نفسه، فبابُ التوبة مُشْرَع، وأبوابها مفتوحة لجميعِ السالكين.
9-
التخطيط والإعداد الجيِّد، واستغلال الإمكانية المتاحَة بشكلٍ سليم وجيِّد
يقود حتمًا للنجاح والفوز، ومعرفة أنَّ الفشل نتيجةُ عجز في الجسَد أو
الذهن، فعليه أن يقلبَ الأمر.
10- أن يعتدلَ في نظرِه إلى أمرَيْن:
الأول: إلى المشكلة، فربَّما ضخَّم من شأنِها، ويكون حلُّها سهلاً.
الثاني: في نظره إلى نفسه وذاته، فإمَّا أن يحتقرَها، أو يتصوَّر أنَّها قادرةٌ على فِعْل ما لا تُطيقه فينهار.
11-
الدعاء والتوجُّه إلى الله تعالى، وهي طريقةٌ هامَّة للتنفيسِ عن آثار
اليأس، وبثّ الشَّكْوى للخالِق، وأنْ يبصِّرَه الله بما ينفعه في الدنيا
والدِّين.
أمثلة من الواقع:
أولاً: الصورة الأولى:
رجلٌ مصاب بمرَض نفسي - الانفصام - في مقتبَل عمره، وكانتْ تُراوده أفكارٌ
وخوف ورِهاب ممَّا حوله، وبدلاً منَ الْتماس العلاج انْعزَل عن المجتمع
وأدْمَن شرْب الدخان، حتى تغيرتْ حالتُه الصحية، وازدادَ فشلُه في حياته
العِلمية - الكلية - وأخيرًا بدأ ينهار جسديًّا وفكريًّا، وكنتُ أوجِّه له
نصائح، وأحاول التخفيفَ عنه، فكان يأبى، ويُفضِّل الاستسلامَ، حتى توفَّاه
الله، رحمه الله.
الصورة الثانية: رجلٌ آخر أُصيب مثل ما أُصيب
الأوَّل، ومرَّ بعِدَّة انتكاساتٍ نفسيَّة، إلا أنَّه لم يستسلمْ، وعرَف
أنَّ القعودَ لا يجلب نتيجة، فقرَّر البحث عن العِلاج، وتمكن بفضْل الله
مِن ذلك، وظهرتْ منه مواهب وإبداعات في جوانبَ عِدَّة - مع بقاء آثارِ
المرَض الخفيفة - وتزوَّج وأنْجَب، وكان الزواج مِن ضمنِ العِلاج، وهو يعيش
الآن في جوٍّ أسري طيِّب - ولله الحمد.
ثانيًا: الصورة
الأولى: امرأة أُصيبت بمرَض السرطان، فاستشارتِ الأطباء ونصحُوها باستئصالِ
الثدي، وشُرْب أدوية وعقاقير معيَّنة تُسقِط الشعر، وتُذهِب بجمالِ
الصورة، فقرَّرتِ السفر والمحاولة لطلبِ العِلاج إلى بلجيكا، ثم فرنسا،
وبعدَ محاولات عِدَّة وصلتْ إلى طريق مسدودة، وشاءتِ الأقدار أن تجعَل
زيارتَها الأخيرة إلى بيْت الله الحرام، وأداءِ العمرة، ومِن خلالِ
لقاءاتِها بعددٍ من المعتمرات نصحْنَها أن تغتسلَ بماء زمزم، وبعدَ
الإلْحاح بالدعاء، والتضرُّع لله سبحانه، وطلَب المعونة ذَهَب ما كان بها
مِن أورام في جسدِها، ورجعتْ إليها عافيتُها وصحتُها.
الصورة
الثانية: أعرِف رجلاً أُصيب بنفْس المرَض، فضاقتْ عليه الدنيا بما رحُبت،
وخارتْ قواه بعدَ معرفته بالإصابة، وبدلاً من تلمُّس الدواء جَلَس في بيته
يندُب على نفسه، وجلَس مَن حولَه مِن أهله يزيدون مِن شعوره باليأس، بدلاً
من التخفيف عنه، وسرَى المرض في جميعِ جسده حتى لفظَ أنفاسَه الأخيرة، رحمه
الله.
اللهمَّ وفِّقْنا لهداك، واجعلْنا ممَّن يخشاك، ولا
تجعلْ لليأس إلى نفوسنا سبيلاً، وكن لنا عونًا ونصيرًا، وصلِّ على خاتم
أنبيائك ورسلك ومَن أرسلتَه نذيرًا وبشيرًا.