هذه الطريقة تتكون من أربع خطوات أساسية، وهي:
أعد التسمية
أعد النسبة
أعد التركيز
أعد التقييم
الهدف هو القيام بهذه الخطوات بشكل يومي، الخطوات الثلاث الأولى هي مهمة - بالأخص - في بداية العلاج، والعلاج الذاتي هو جزء رئيسي لهذا الأسلوب الذي يعلمك كيفية الاستجابة لمرض الوسواس القهري بشكل يومي، لنبدأ بتعلم الخطوات الأربع.
الخطوة الأولى: أعد التسمية
الخطوة الأولى والحرجة هي أن تتعلم تمييز الوساوس المستحوذة والإلحاحات القهرية، لا تريد أن تقوم بهذه الخطوة بأسلوب سطحي، ولكن عليك بالحصول على فهم عميق بأن الشعور المزعج جدا في هذه اللحظة هو وسواس مستحوذ أو أنه إلحاح قهري، وحتى تفعل ذلك، من المهم أن ترفع من إدراكك الواعي بأن هذه الأفكار المتطفلة إنما هي أعراض لإضطراب مرضي، وفي مقابل هذا الوعي يكون الوعي البسيط اليومي شبه أوتوماتيكي، وعادة يكون سطحي، ولكن الإدراك الواعي أعمق من ذلك وأكثر دقة، ويمكن الحصول عليه عن طريق التركيز، ويتطلب منك المعرفة اليقينية والتسجيل الذهني لأعراض هذه الاستحواذات أو الإلحاحات. عليك القيام بتسجيل ملاحظات فكرية، على سبيل المثال: "هذه الفكرة هي مجرد وسواس"، "هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهري،" لابد أن تسعى لإدارة هذه الأفكار والإلحاحات الشديدة المنتقلة بيولوجيا والتي تتطفل بإلحاح في العقل، وهذا يعني أن تصرف جهدك للإبقاء على وعيك في ما نسميه بالمراقب الحيادي. وهي القوة المراقبة في داخلنا والتي تعطي كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد عرض، ومن ثم الوقاية من الرغبة الملحة المرضية حتى تبدأ تذبل وتختفي.
الهدف من الخطوة الأولى هو تعلم إعادة تسمية الوساوس المتطفلة والإلحاحات في عقلك على أنها استحواذات واضطرارات، وعلى أن تتم هذه التسمية بطريقة حازمة، إبدأ بتسميتها بهذه التسمية، استخدم التسميات: "استحواذ"، و"إضطرار"، على سبيل المثال درب نفسك للقول: "أنا لا أعتقد أو أحس أن يداي وسختان، إنما أعاني من وسواس أن يداي وسختان." أو "أنا لا أحس أنني أحتاج إلى غسل يداي إنما أعاني من إلحاح قهري للاستجابة للإلحاح لغسل يداي." الأسلوب هذا يمكن اتباعه حتى في الأنواع الأخرى من الإلحاحات والإضطرارات، بما فيها الإلحاح للتأكد من الأبواب أو الأجهزة الكهربائية والعد الذي ليس له لزوم، لابد لك من تعلم تمييز الأفكار والإلحاحات المتطفلة على أنها مرض الوسواس القهري، في هذه الخطوة الأولى - خطوة إعادة التسمية - الفكرة الأساسية منها هي أن تسمي الوسواس الملحة والإلحاحات القهرية بإسمها الحقيقي، أعد تسميتها بحزم، حتى تبدأ أن تفهم أن الشعور هذا إنما هو إنذار زائف ليس له أو له رابط ضئيل بالواقع.
بسبب نتائج البحث العلمي الوافرة نحن نعرف في الوقت الحالي أن هذه الإلحاحات سببها إضطرابات حيوية في المخ، عند تسميتها بإسمها الحقيقي على أنها إلحاحات واضطرارات ستبدأ بالمعرفة أن هذه الأفكار لا تعني ما تقوله، إنما هي مجرد إشارات زائفة تأتي من المخ، من المهم أيضا أن تتذكر أن مجرد إعادة تسمية هذه الأفكار والإلحاحات لن يجعلها تزول، وفي الواقع إن أسوء شيء من الممكن أن تقوم به هو أن تحاول أن تجعلها تختفي، لن تنجح في ذلك، لأن الأفكار والإلحاحات سببها حيوي وهو خارج عن نطاق إرادتك، ما تستطيع أن تتحكم فيه هو سلوكك في رد الفعل لهذه الإلحاحات.
من خلال إعادة التسمية ستعرف أنه مهما كانت حقيقة شعورك بها فإن ما تقوله هذه الأفكار ليس حقيقيا، الهدف هو أن تتعلم كيف تقاومها، البحوث العلمية الحديثة في مرض الوسواس القهري أوضحت أنه من خلال تعلم كيفية مقاومة الوساوس والإلحاحات من خلال العلاج السلوكي فإنه بإمكانك في الواقع تغيير الكيمياء الحيوية المتسببة في أعراض مرض الوسواس القهري، ولكن اعلم أن عملية تغيير المشكلة البيولوجية الأساسية ومن ثم تغيير الإلحاح قد يأخذ الأسابيع أو الأشهر من الوقت، هذه العملية تتطلب الصبر والجهد الحثيث، أما محاولة إلغاء هذه الأفكار والإلحاحات في خلال ثوان أو دقائق لن يسبب سوى الإحباط وتحطيم المعنويات والتوتر، وفي الحقيقة سيجعل الإلحاحات تسوء، وربما أهم شيء يمكن تعلمه في هذا العلاج السلوكي هو أن رد فعلك تجاه هذه الأفكار والإلحاحات إنما هو تحت سيطرتك مهما كانت قوية ومزعجة، الهدف هو التحكم في رد فعلك لهذه الأفكار والإلحاحات، وليس الهدف هو أن تتحكم في الأفكار والإلحاحات نفسها.
الخطوتين التاليتين صممتا لتساعدك على تعلم طرق جديدة للتحكم برد فعلك السلوكي لأعراض مرض الوسواس القهري.
الخطوة الثانية: أعد النسبة
النقطة الرئيسية في علاج السلوك الذاتي لعلاج مرض الوسواس القهري يمكن أن نجمله في كلمة واحدة: "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،" هذا هو نداءنا في هذه الحرب، هذه ذكرى أن وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري ليست لها معنى، وأنها ليست سوى إشارات زائفة في المخ، علاج السلوك الذاتي يعطيك فهما أعمق لهذه الحقيقة، أنت تعمل للحصول على الفهم العميق الذي يفسر لك السبب في أن نفسك تلح عليك للتأكد من قفل الباب أو السبب في أن هذه الوساوس: "أن يداي وسختان" تكون بهذه القوة وبهذه الهيمنة، إذا كنت تعلم أن الفكرة غير منطقية لماذا إذن تستجيب لها؟ أن نفهم لماذا هذه الفكرة قوية ولماذا هذه الفكرة لا تذهب هو المفتاح لتقوية إرادتك في مصارعة الإلحاح للغسل أو التأكد، الهدف هو إعادة نسبة شدة الوسواس والإلحاح إلى مصدرها الحقيقي، وأيضا المعرفة أن الشعور والإنزعاج سببه إضطراب كيمياحيوي في المخ، وإنه مرض الوسواس القهري، وإنها حالة مرضية، فهمها على حقيقتها هي الخطوة الأولى للوصول إلى فهم أعمق بأن هذه الأعراض ليست كما تبدو، ستتعلم أن لا تأخذها مأخذا جديا.
في داخل الدماغ توجد تركيبة تسمى Caudate Nucleus كوديت نيكليوس، درس العلماء حول العالم هذه التركيبة، وهم يؤمنون أن Caudate Nucleus كوديت نيكليوس لا تعمل بصورة صحيحة في الذين أصابهم مرض الوسواس القهري، تستطيع أن تتخيل الـ Caudate Nucleus كوديت نيكليوس على أنها مركز العمليات أو محطة مصفاة للرسائل المعقدة والمنتجة من الجزء الأمامي من المخ، وقد يكون هذا الجزء من المخ المسؤول عن التفكير والتخطيط والفهم، هذا الجزء (الـ Caudate Nucleus مع التركيبة الأخت الـ Putamone البيوتايمون – والتي تأتي بجانبها – يعملان كما يعمل الغيار الأوتوماتيكي في السيارة، هذان التركيبتان معا تسميان الـ Striatom ستراتيوم، وهما يأخذان الرسالات من الجهات المعقدة من المخ – والتي تتحكم بحركات الجسم من الإحساس والتفكير والتخطيط – يأخذان الرسالات التي تنطوي على هذه الحركات والأحاسيس، هاتان التركيبتان تعملان بتوافق كما في الغيار الأوتوماتيكي وهما يؤكدان على الحصول على تغيير انسيابي من سلوك إلى آخر.
عادة عندما يقرر أحدنا أن يقوم بحركة تصفىَ الحركات المتطفلة والأحاسيس الدخيلة وبشكل أوتوكاتيكي، وذلك حتى تنجز الحركات المطلوبة بشكل سريع وفعال، بهذه الحالة يكون هناك انتقال سريع وانسيابي للغيارات، نحن نقوم بالكثير من هذه التغييرات السلوكية السريعة بانسيابية وسهولة في الأيام العادية، وتنجز هذه السلوكيات من غير أي حاجة للتدبر فيها، ويعود سبب هذه العملية هو التركيبتان Putamone و Caudate Nucleus، ولكن في حال مرض الوسواس القهري يبدو أن سبب المشكلة هو أن التغييرات الانسيابية في الأفكار والسلوكيات تقاطع بسبب خلل في الـ Caudate Nucleus، ونتيجة لهذا الخلل تصبح مقدمة المخ نشيطة زيادة عن الحد وتستخدم الطاقة بشكل مفرط، نمثل هذا الوضع بسيارة وقعت في حفرة ترابية، السيارة تدير وتدير وتدير عجلاتها ولكن لا يمكنها الخروج من هذه الحفرة من غير انجرار، في مرض الوسواس القهري، الكثير من الطاقة تستخدم في مقدمة المخ - المنطقة المسماة بالـ Orbital Cortex أوربتال كورتيكس، وكأن الـ Orbital Cortex أوربتال كورتيكس له دائرة كشف الأخطاء وتبدو وكأنها لا تقدر على تبديل الغيار، وهذا ما يجعل المصابين بمرض الوسواس القهري يشعرون أن: "هناك خطأ." ويضل هذا الشعور عالقا، فلابد لك العمل على تبديل هذا الغيار أو نقل الغيار.
إعتبر أن لديك غيار يدوي بدلا من الأوتوماتيكي، في الحقيقة أن المصاب بمرض الوسواس القهري لديه غيار يدوي يعلق، لابد له أو لها أن تبدل الغيار وهذا يتطلب الجهد الكبير لأن الدماغ يتجه إلى العلق في الغيار، ولكن ليس كما في حال غيار السيارة المصنوع من الحديد والذي لا يمكن له تصليح نفسه فإن المصابين بمرض الوسواس القهري يمكنهم تعليم أنفسهم كيف يبدلون الغيار من خلال العلاج السلوكي الذاتي، ومن خلال هذه الممارسة بإمكانهم أن يصلحوا عملية نقل الغيار المكسورة، نحن نعلم الآن أنك بإمكانك تصليح الخلل الكيمياحيوي الموجود بداخل دماغك.
النقطة الرئيسية في إعادة النسبة هي أن تدرك أن التطفل والشدة الملوعان لأفكار مرض الوسواس القهري سببها حالة مرضية، بسبب الاختلال في كيمياحيوية المخ تصبح هذه الأفكار والإحاحات شديدة التطفل، هذا هو السبب في أنها لا تغادر، بإمكانك تغيير الخلل في كيمياحيوية المخ عند اتباعك لأسلوب الأربع خطوات، هذا قد يتطلب منك العمل الجاد لأسابيع أو لأشهر، وفي الوقت الحالي فهم الدور الذي يلعبه المخ في مرض الوسواس القهري من وساوس وإلحاحات سيساعد على تجنب واحدة من أكثر الأمور إضرارا وتحطيما للمعنويات والتي يقوم بها المصابين بالمرض، وهو المحاولة المحبطة للتخلص من الأفكار والإلحاحات، ليس بإمكانك أن التخلص منها بشكل سريع، ولكن تذكر أن لا تستجيب لهذه الأفكار بقيامك بما تطلب، لا تأخذها مأخذ الجد، لا تستمع إليها، أنت تعلم ما هي، إنها أفكار زائفة من المخ سببها حالة مرضية تسمى مرض الوسواس القهري، استخدم هذه المعلومة لتجنب العمل بما تطلبه منك.
أكثر الأمور فاعلية والتي بإمكانك القيام بها والتي ستغير دماغك للأفضل في المدى الطويل هي تعلم كيفية وضع هذه الأفكار والمشاعر على جنب وإكمال طريقك إلى السلوك التالي، هذا ما نعنيه بتبديل الغيار، قم بسلوك آخر. محاولتك لأن تجعل الأفكار تذهب سيراكم عليك توترا بعد توترا، والتوتر يجعل من مرض الوسواس القهري أسوء حالا، استخدام طريقة إعادة النسبة سيساعدك على تجنب القيام بالطقوس للمحاولة العقيمة للحصول على الشعور الصحيح، على سبيل المثال الشعور بالعدل أو الكمال، عند المعرفة أن الإلحاح للحصول على ذلك الشعور الصحيح سببه هو اختلال كيمياحيوي في المخ بإمكانك أن تتجاهل الإلحاح والاستمرار، تذكر: " لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،" بإمكانك تغيير دماغك وجعل الشعور مخففا إذا رفضت الاستماع إلى الأفكار أو العمل على تنفيذها. إذا صدقت الإلحاحات وبدأت بتنفيذها ربما ستحصل على راحة لحظية، ولكن في وقت قصير جدا سيزداد الإلحاح حدة، هذا قد يكون أهم درس يجب أن يتعلمه المصابين بمرض الوسواس القهري، وهذا سيساعدك على تفادي أن تكون المخدوع الذي يأخذ طعم مرض الوسواس القهري في كل مرة.
خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة عادة يعمل بهما في نفس الوقت وذلك حتى نحصل على فهم أعمق لما يحدث حقيقة عندما يسبب لك مرض الوسواس القهري الألم الشديد. أعد تسميته أو سمها بإسمها الحقيقي على أنه إلحاح أو إضطرار وأدرك ذلك بوعي تام، وابتعد عن الفهم السطحي مرض الوسواس القهري، واحصل على فهم أعمق بأن هذه الوساوس والإلحاحات ليست إلا وقوع في حالة مرضية.