سلمى
عدد المساهمات : 8 عدد النقاط : 20 تاريخ الميلاد : 09/11/1988 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 العمر : 36
| موضوع: تاريخ حضارة البوسنة والهرسك الخميس ديسمبر 26, 2013 4:39 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلين وهلين بجميع الاعضاء منتدى جمرة الهوى
يسعدني ان اقدم لكم
البوسنة والهرسك هي إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. تقع في منطقة البلقان بـ جنوب أوربا ، يحدها من الشمال والغرب والجنوب كرواتيا الكاثوليكية ، من الشرق صربيا الأرثوذكسية و مونتينجر والجبل الأسود ، لها منفذ من جهة الجنوب الغربي على البحر الأدرياتيكيتحتله كرواتيا .
وتبلغ مساحة البوسنة 51129 كم2 وتمثل البوسنة جغرافياً المناطق الوسطى و الشرقية و الغربية من البلاد ، أما هرسك فـ هي اسم منطقة حوض نهر "نيريتفا"، ومن الناحية السياسية فـ البوسنة والهرسك كانتا في السابق منطقتين تفصل بينهما سلسلة جبال إيفان، ثم اندمجتا على يد ملك البوسنة بان كوترومانيتش [1322م -1353م] ومنذ ذلك الوقت ظلتا دولة واحدة وإن كثر الكروات في الهرسك.
وبـ القرب من مدينة موستار يمكن زيارة منبع نهر نيريتفا ورؤية قلعة حجرية في أعالي الجبال كانت تعود للملك هرسك الذي سميت الأراضي التابعة له باسمه.
ينحدر شعب البوسنة و الهرسك من العرق السلافي وخلال الحكم العثماني [1463م-1878م ] أسلم جزء من البوسنيين أطلق عليهم اسم البوشناق ، وقد أخذوا الكثير من حياة الأتراك وطبائعهم ؛ إذ إن الأتراك هم النافذة الأولى التي أطلوا منها على الإسلام.
أهم المدن سراييفو و هي عاصمة البوسنة و الهرسـك ، أسسها الغازي خسرو بك و اهتم ببنائها وتعميرها ، وكان شديد التعلق بها لـ درجة أنه عندما واتته المنية أوصى بدفنه داخل ساحة المسجد الذي يحمل اسمه.
ويعتبر مسجد الغازي خسرو بك الذى أنشئ عام1531م من أكبر وأجمل مساجد البوسنة وإلى جانبه بنيت مدرسة لـ تحفيظ القرآن الكريم و خانقاه أي مدرسة لـ دراسة التصوف . وقد بلغت حجة وقف المدرسة الدينية سنة 1537م سبعمائة ألف درهم، موستار مدينة موستار من أهم مدن البوسنة ، وتنفرد عن غيرها من مدن العالم بأن لها نسختين طبق الأصل لـ كل المرافق العامة والخدمات فيها من مستشفيات وجامعات ومدارس أولية ووسائل نقل عام بل وحتى خدمات الصرف الصحي!! ، وبالرغم من أن هذا الأمر يبدو مكلفاً للغاية وزائداً عن الحاجة في كثير من الأوقات إلا أن طبيعة تركيبة المدينة السكانية اقتضت وجود هاتين النسختين في كل مظاهر حياتها وقد أظهر آخر إحصاء سكاني لـ مدينة موستار في عام199م أن المسلمين يشكلون نسبة 34% من سكان المدينة بينما يمثل الكروات نسبة 33% والصرب17% والبقية من العرقيات الأخرى. ويقدر المسئولون الدوليون العدد الإجمالي لـ سكان موستار بمائة ألف نسمة ؛ يمثل الكروات فيها الغالبية ، بينما يمثل المسلمون أكبر أقلية بها.
التركيبة السكانية الأصلية
تعرضت إحصاءات تعداد السكان بـ البوسنة لـ كثير من التلاعب لـ خفض عدد المسلمين ، ولهذا يصعب تحديد أرقام دقيقة تمثل بصدق تعداد السكان بها ، خاصة المسلمين، وتشير إحدى الإحصائيات الرسمية لـ شهر يوليو لـ عام 1994م أن عدد السكان في البوسنة يبلغ 4651485 نسمة تقرييًا .
بينما اعتبر مشروع إعلان مبادئ الترتيبات الدستورية لـ دولة البوسنة و الهرسك و الذي تم وضعه في 18 مارس 1992م أن نسبة المسلمين في البوسنة و الهرسك هي 44%وفقاً للإحصاءات المعلنة، لكن هذه النسبة لا تعبر بـ صدق عن عدد المسلمين المقيمين في جمهورية البوسنة ؛ ذلك أن الإحصاءات الرسمية غالباً ما تعلن عن عدد المسلمين من القومية البوسنية ، متجاهلةً أعداداً أخرى من المسلمين يقيمون على أرض البوسنة من قوميات أخرى كـ الألبان مثلاً ، كما تضم البوسنة قوميات أخرى كـ الصرب بنسبة 31% و الكروات بـ نسبة 17 % .
هذه التركيبة العرقية المختلفة كفيلة بأن تكون سبباً في جعل البوسنة و الهرسك أرضاً لصراع حاد بلغ ذروته في الفترة [1992 - 1995] ، لكن جذوره ممتدة عبر التاريخ.
الموارد الاقتصادية[/b] والاستراتيجية والبشرية ،، تتميز البوسنة بنشاط اقتصادي متنوع إذ يشتهر شمالها بـ زراعة العنب والخوخ والسكر والقمح والتبغ، بينما تزخر جبالها بـ الثروات المعدنية من الصلب والفحم والحديد والنحاس والرصاص والزنك والألومنيوم والبوكسات، كما تنشط فيها صناعات التعدين وتكرير البترول.
تاريخ البوسنة
[b]في الزمن القديم كان سكان البلقان من قبائل تُدعى قبائل إليريه ، وبحلول القرن السابع الميلادي أخذت منطقة البلقان تتعرض لـ غزو جديد ، حيث أخذت قبائل تُدعى سقلبية تغزو مناطق إليريه ، ومن قبائل السقالبة من يُطلق عليهم السلافيون الروس الذين اتجهوا إلى روسيا ، و الأوكرانيون الذين اتجهوا إلى أوكرانيا ، والبولنديون الذين اتجهوا إلى بولندا ، والتشيكيون الذين اتجهوا إلى تشيكوسلوفاكيا ، والسلوفيون الذين اتجهوا إلى سلوفانيا ، والصرب الذين توجهوا إلى صربيا ، والكروات الذين سكنوا كرواتيا ، و البشناق الذين كوَّنوا البوسنة و الهرسك .
ومع قدوم القرن التاسع الميلادي تم تنصير القبائل السلافية ، لـ تقوم بعد ذلك دولتان هم دولة الصرب الأرثوذكس في الجنوب ، ودولة الكروات الكاثوليك في الشمال ، وامتد الصراع بينهم إلى الآن ، وظلت بلاد البشناق منطقة نزاع تتعرض لـ ضغط من الصرب الأرثوذكس تارةً ومن الكروات الكاثوليك تارةً أخرى .
ظل البشناق في صراع مع الدولتين، حتى احتدم الصراع بعد تكوين البشناق لدولتهم الأولى سنة 1137م ، و هي دولة قائمة على المذهب البوغوميلي . فـ زاد الضغط عليهم من البابا و من ملوك المجر ، و أصبح البشناقيون يتعرضون لـ جرائم كبرى أودت بحياة الكثير منهم .
ظل البشناق أو البوغوميليون صابرين على ما يتعرضون له من إيذاء لـ أكثر من مائتين وخمسين سنة ، بدأ عدها نور الإسلام يشع على المنطقة ، عندما بدأ الإسلام الدخول لـ صربيا بعد فتح العثمانيين لها.
فلما شعر البوغوميليون بعدل الإسلام وقوة الدولة العثمانية آنذاك ، أقبلوا يطلبون العون من حملة تيمورلنك ولكن أُخرت الاستجابة لطلبهم إلى عام 1463م حين دخل الإسلام بلاد البشناق ، فدخل العديد من السكان والكثير من السلاف المسيحيين إلى الإسلام ، وحسن إسلامهم ، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف البوسنة و الهرسك عن الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ على إسلامها ، ولمدة تزيد على الخمسة قرون لم يتوقف الصراع فيها ولم تتوقف المجازر و لم يتوقف البذل والعطاء ، منذ دخول أهلها في الدين الإسلامي راغبين مقبلين مؤمنين ، بعد الفتح الكامل لبلادهم على يد السلطان محمد الفاتح عام 1464م والتحاق 30000 منهم بـ الجيش الإسلامي .
كما ظلت الحروب قائمة بين الدولة العثمانية وبين روسيا والدول الأوربية التي يستثيرها البابا وذلك مدة خمسة قرون ، حتى أتى مؤتمر برلين سنة 1878 و هو بمثابة اللطمة للمسلمين ، حيث منح المؤتمر للإمبراطورية الأسترو هنجارية - النمسا و المجر حالياً - الإدارة المؤقتة للـ بوسنة و الهرسك ، لترحل بذلك الدولة العثمانية عن البوسنة و الهرسك ، وتصبح البوسنة في يد النمسا بحلول عام 1908 .
قصة حربالبوسنة الأخيرة
منذ أضحت البوسنة و الهرسك تحت إدارة النمسا - بنص معاهدة برلين -، والمسلمون يتعرضون للـ حروب المستمرة من عصابات الجوار الصليبية ، وعلى الرغم من أن معاهدة برلين نصت على احترام حقوق المواطن دون تمييز ، إلا أن المسلمين لم يسلموا من حرب التصفية المستمرة على أيدي العصابات الصربية و الكرواتية المدعومة من النمساويين و الهنغاريين . هذه التصفية أخذت أشكالاً مختلفة خلاف القتل و التصفية البدنية مثل:
الضغوط المادية و المعنوية و الحرمان من الحقوق المدنية.
ولما كان سبب اندلاع الحرب العالمية الأولى منبثقاً من الصرب الذين قتل أحدهم ولي العهد النمساوي ، فقد دفع مسلمو المنطقة الثمن غالياً ، إذ قتل كثير منهم وتعرضوا للـ إهانة ومصادرة الأراضي . وهو ما تكرر في الحرب العالمية الثانية بتوسع أكبر ، إذ أصبح المسلمون متهمين من الجميع ، واتهمهم الصرب بـ موالاة المحور ؛ وبـ التالي فهم يستحقون القتل ، كما اتهمهم الكروات بـ موالاة الصرب !!.
وفي أثناء الحرب العالمية ، ساعدت ألمانيا النازية حليفتها كرواتيا لـ تضم البوسنة و الهرسك إليها. ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً فقد شكل
تيتو
سنة 1943م حكومة مؤقتة مهدت لـ إنشاء يوغسلافيا الاتحادية وريثة المملكة الصربية ، تلك الدولة الاتحادية التي وضعت أول لبنات تأسيسها بعد الحرب العالمية الأولى ، وضمت ست جمهوريات هي صربيا ، كرواتيا ، سلوفينيا ، مقدونيا ، الجبل الأسود ، و البوسنة و الهرسك ، وقد أُلحقت بيوغسلافيا سنة 1945م .
قضى الشيوعيون في يوغسلافيا على الحركات الإسلامية كـ حركة الشباب المسلم سنة 1949م . وكانوا يلقون بـ المسلمين أحياء في آبار طبيعية ، و يضربون الأطفال الضعفاء على الصخور ، و يذبحون من عاش منهم ويلقون بـ الجثث دون دفن .
وفي دستور 1974م اعترفت الدولة اليوغسلافية الشيوعية بـ القومية الإسلامية ، إلا أن الاعتراف لم يلغ العصبية الصربية الهائجة وأطماعها الممتدة إلى بناء صربيا الكبرى ، لكن ما لبثت الجمهوريات اليوغسلافية الست في التفكك والانفصال بعد وفاة تيتو ، وبدء انهيار الشيوعية في شرق أوربا عام 1988م وكانت صربيا المنتفع الوحيد من جمهورية يوغسلافيا ، فـ الجيش النظامي صربي في معظمه ، والنسبة الكبرى من كبار الموظفين والقادة كانت صربية .
و بذلك فقد أعلنت سلوفينيا في 4 يوليو 1990م تطبيق قوانينها الخاصة بدلاً من قوانين يوغسلافيا الاتحادية ، وأيد التصويت الاستقلال التام في 24 ديسمبر 1990م. واعترفت ألمانيا بـ سلوفينيا و كرواتيا كـ دولتين مستقلتين ؛ فـ حركت صربيا دباباتها إلى كرواتيا عبر أراضي البوسنة لتقاتل بها كرواتيا في 22 سبتمبر 1991م ، فتدخلت الدول الأوربية وقرر وزراء الخارجية في اجتماعهم بـ بروكسل إرسال قوات للـ بوسنة و الهرسك لـ منع انتشار القتال، خاصةً بعد أن أعلن برلمان سراييفو - عاصمة البوسنة - استقلال جمهورية البوسنة و الهرسك عن بلغراد - عاصمة الصرب - في 15 أكتوبر 1991م ، ولم يأبه الصرب لذلك و أعلنوا في 5 يناير 1992م قيام دولة جديدة من الصرب والجبل الأسود والمناطق الصربية في البوسنة والهرسك .
عند ذلك اعترفت الدول الأوربية والمجتمع الدولي بـ كلٍ من كرواتيا و سلوفينيا ، على أن يُترك المجال مفتوحاً أمام البوسنة و الهرسك و مقدونيا لـ تقديم المزيد من الوثائق التي تثبت التزامها ووفائها بشروط الاعتراف باستقلالها !! ، ومنها مثلاً القيام باستفتاء شعبي على الاستقلال ، وبـ الفعل فقد أجرت الحكومة البوسنية استفتاءً أعلن فيه 99% رغبتهم في الاستقلال لـ يعلن بذلك علي عزت بيجوفيتش استقلال الجمهورية رسمياً في 4 مارس 1992م .
و لما كانت صربيا تريد تشكيل يوغسلافيا جديدة تضم البوسنة و الهرسك إليها ، فقد تفجر الموقف في البوسنة و الهرسك في 9 مارس 1992م عندما شن الصرب معارك في جمهورية البوسنة و الهرسك ، ودخل الصرب بـ المدرعات والدبابات بلدة بوسانسكي برود . فبعثت الأمم المتحدة بقوات في 23 مارس 1992م إلى بلغراد لحفظ السلام، وإيقاف اعتداء الصرب على كلٍ من كرواتيا و البوسنة ، وبـ الفعل توقف الاعتداء على كرواتيا ، بينما امتد على المسلمين واتسع حتى عمَّ بحلول 25 مارس 1992م جميع مدن البوسنة و الهرسك ، فصار المسلمون يجاهدون وحدهم ضد الجيشين الصربي والكرواتي يدعمهم صرب البوسنة و كروات البوسنة .
وقد كان تركيز الصرب - في المناطق التي احتلوها - على أئمة المساجد ورجال الدعوة ؛ حيث يتم شنقهم و تعليقهم على مآذن المساجد !!، كـ ما حاول الصرب الأرثوذكس تنصير العديد من المسلمين ، ونجح الرهبان في خطف 50 ألف طفل بوسني من المستشفيات ومراكز اللاجئين ، وتم شحنهم في حافلات إلى بلغراد ، ثم إلى جهة تنصيرية ألمانية .
حرب صليبية ،، ارتكب الجنود الصرب فظائع كثيرة في حق المسلمين البوسنيين ، وكان كل شيء بـ علم الكنيسة الأرثوذكسية وأوامرها ؛ فقام الجنود بقطع إصبعين وترك ثلاثة أصابع للضحايا كرمز على التثليث ، ورسم الصليب على الأجسام بـ السكاكين والحديد ، كما أصدرت الكنيسة فتوى تبيح اغتصاب الصرب للمسلمات ؛ فتم اغتصاب آلاف الفتيات ، حتى أنه من كثرتهم لم يتوصل إلى إحصائية دقيقة تعبر عن عدد المغتصبات ، وتشير بعض التقديرات إلى اغتصاب حوالي 60 ألف سيدة وفتاة وطفلة بوسنية حتى فبراير 1993م ، والمحزن أن كل واحدة من هؤلاء تم اغتصابها عدة مرات ؛ ومن الأمثلة المثيرة للـ شجن :
[ اقتحم ثلاثة من الجنود الصرب منزل أسرة مسلمة تتكون من امرأة مسنة جدة 60 عامًا وابنتها الكبرى أم 42 عامًا وبناتها الخمس [ 19 , 15 ,12 , 9 , 6 عامًا] وقاموا - تحت التهديد - باغتصاب الجدة أمام ابنتها وأحفادها ، ثم قاموا باغتصاب الأم أمام أمها وبناتها ، ثم قاموا بـ اغتصاب الفتيات الخمسة الصغيرات أمام الأم والجدة, مما نتج عنه موت اثنين من الفتيات الصغيرات بينما فقدت الجدة والأم النطق والعقل ] .
وكانت القوات الدولية - الفرنسية و الأوكرانية - تبيع طعام المساعدات المجانية للـ بوسنيات بـ النقود ، والتي لا تملك النقود ، فالاغتصاب مقابل الطعام ، واستغاث مسلمو البوسنة بـ مسلمي العالم ، فأرسل علي عزت بيجوفيتش - رحمه الله - 100 رسالة إلى زعماء العالم وخاصة المسلمين منهم .
خلفت الحرب وراءها: 150 ألف قتيل , منهم 10 آلاف في سراييفو وحدها ، بينهم ألفا طفل، طبقًا لما أوردته اللجنة التي شكلتها الحكومة البوسنية لـ جمع المعلومات وهو رقم متواضع بـ النسبة لما خلفته الحرب بعد انتهاءها؛ حيث قدرت الأمم المتحدة خسائر الحرب بـ حوالي 200 ألف قتيل و 200 ألف جريح و معاق . كما تم اكتشاف العديد من المقابر الجماعية في مدينة موستار ، وأكد الأطباء الشرعيون أن جميع الضحايا تقريباً قُتلوا نتيجة إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة وبأسلحة أتوماتيكية .
كما خلفت سنون الحرب وراءها تدمير60% من المنازل والمساكن , 33% من المستشفيات , 50% من المدارس ، و 85% من البنية التحتية, ومساحة 300 كم مزروعة بـ الألغام بشكل مؤكد ، طبقًا لتقدير مركز مكافحة الألغام التابع للـ أمم المتحدة في البوسنة unmac ، هذا كله عن الأمراض العصبية و النفسية التي أصابت نصف الناجين من سكان البوسنة تقريباً .
وبدأت الدول الأوروبية التي نزح إليها اللاجئون تشكو من وجودهم ، وأسرعت بنقلهم جبريًا إلى البوسنة لـ يجدوا أنفسهم دون مأوى ؛ بعدما استولي الصرب علي منازلهم , مما أدي لوجود 60 منطقة في البوسنة لم تشهد حتى الآن عودة اللاجئين المسلمين إليها.
المجتمع الدولى و علاقته بالمشكلة
هناك شبكة من المصالح والعلاقات الاستراتيجية تحكم النخبة السياسية في معظم دول العالم ، وهم - في معظمهم - يعرفون قواعد اللعبة ويتصرفون على أساسها ؛ وفي روسيا يلعب بعض اليهود الروس دورًا كبيرًا في السياسة الروسية ، وبعضهم أعضاء في مجلس الدوما الروسي ، مثل الملياردير بيرزوفسكي الذي يملك محطة تلفزيون ort ، ويحمل جواز سفر إسرائيلي بالإضافة إلى جواز سفره ، ومتورط مع يلتسين وابنته في عمليات غسيل أموال مائة مليار دولار ، وصفقات مالية مشبوهة .
ومثله الملياردير فلاديمير ، الذي يملك واحدًا من أكبر مصارف روسيا ، كـ ما يملك محطة mtv التلفزيونية وغيرهم كثير .
هذا فضلاً عن وجود حوالي 30 ألف روسي من أصل يهودي في الشيشان و داغستان و أنغوشيا - تم ترحيل 3000 يهودي منهم قبل الحرب - ، تحرص الدولة العبرية على كل واحد منهم، ولا تكترث لـ موت الباقين جميعًا ، خاصة وهم ممن يسعون لـ تأسيس دولة تحكم بـ الإسلام وتطبقه شريعة ومنهجًا ؛ من هنا كان الصمت الغربي على ما يحدث في الشيشان ، ورفض استقلاله ، واعتباره شأنًا داخليًّا روسيًّا ، رغم الدمار الهائل و البربرية الحمقاء وآلاف القتلى والجرحى .
العالم الإسلامى و علاقته بالمشكلة
إن جرائم الصرب إزاء المسلمين لم تكن لتحدث إلا لـ ضعف الأمة الإسلامية وليس من قوة الصرب , وهكذا فإن سبب الحرب على البوسنة في الأساس هو هوان المسلمين علي العالم .
وللأسـف المسلمون في سبات عميق ؛ فلم يستغلوا موقف فرنسا المساند لـ مسلمي البوسنة ، ولم يستغلوا موقف ألمانيا إزاء الكروات ، وانقسموا على أنفسهم بين مؤيد للمساندة الدبلوماسية كـ السعودية التي قامت بـ جمع الكثير من التبرعات من أجل البوسنة , وفريق ثوري يؤيد الجهاد ومثلته إيران التي دفعت 50 مليون دولار لـ مساعدة المجاهدين ، وإعمار البوسنة ، و تركيا .
ثم تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية ، وجعلت مساعدة الدول الإسلامية للـ بوسنة شيء صعب ؛ ومن ثم تُركت البوسنة الآن تحت راية منظمة حلف الأطلسي الذي خطط لـ طريقة إدارة البلاد كما جاء في اتفاقية دايتون ، التي تحوم حولها الشبهات ؛ فوقعت الاتفاقية سنة 1995م أي بعد أربع سنوات من الحرب ؛ حينما بدأ المسلمون تحقيق بعض الانتصارات وكانوا علي وشك تحرير المجمعات الاقتصادية الاستراتيجية , ولكنهم توقفوا في 12 أكتوبر 1995م - بعدما حرروا ساكيموست - خوفاً من التعرض لقصف جوى من الناتو .
وهنا وعندما تأكد الجميع أن في وسع المجاهدين تحرير أرضهم بدأ الترتيب للاتفاقيات والمباحثات التي تعلن أن هدفها حقن الدماء والحفاظ علي وحدة البوسنة و الهرسك ، لكنها في الحقيقة تريد تقديم المسلمين لقمة سائغة للصليبيين ؛ فنصت الاتفاقية على أن يعطى صرب البوسنة 49 % من الأراضي التي تتكون من 42 بلدة ومدينة أغلبها في أماكن ومراكز صناعية , أما المسلمون و الكروات فقد أصبحوا فيدرالية مسلمة كرواتية لها 51 % من أراضي البوسنة ؛ وبالتالي ذهب 49% من الأراضي إلى يد 31 % من السكان وذهب 17% منها إلى الكروات ، ولم يتبق للمسلمين سوى 34% فقط من الأرض رغم كونهم يشكلون 52% من السكان وهو ما لا يقبله عقل أو منطق .
نجحت الاتفاقية في تفتيت البوسنة و الهرسك كما كانت تهدف الحرب ولم تحافظ علي وحدة البوسنة و الهرسك كما كان معلنًا، بل استمر صراع القوميات ولكن بـ دموية أقل , فما زال صرب البوسنة يأملون في الانفصال والانضمام لـ حلم صربيا الكبرى . وفي استطلاع دولي أجرته شبكة cnn الأمريكية في سبتمبر 1996م وجد أن نسبة التأييد لاستمرار وحدة البلاد تبلغ بين الصرب 4% فقط، بينما بلغت النسبة بين المسلمين 97% وبلغت بين الكروات % 31 . كما أن الكروات غير مستعدين للـ تعايش في دولة واحدة مع الطرفين المسلمين والصرب , حيث إنه على أرض الواقع لم يكن هناك اتحاد فيدرالي مسلم كرواتي ، وإنما اتحاد يتكون من كيانين : كروات يستخدمون الكونا الكرواتية عملة لهم ، والمسلمون يستخدمون عملة خاصة بهم.
ولم تعد العائلات الكرواتية إلى ديارها في شطر المسلمين ، ولكن باعها الصرب , كما لم تسجل أي عودة للمسلمين إلى ديارهم في الشقين الكرواتي و الصربي ؛ خوفًا من ملاقاة مصير أسلافهم ، كـ ما أجبر المسلمون علي حذف الكلمات والتعابير الخاصة بـ الحديث عن العدوان الصربي في المناهج الدراسية .
|
|
الراحل
عدد المساهمات : 758 عدد النقاط : 1359 تاريخ الميلاد : 19/07/1988 تاريخ التسجيل : 25/04/2013 العمر : 36
| موضوع: رد: تاريخ حضارة البوسنة والهرسك الخميس ديسمبر 26, 2013 7:33 pm | |
| تَسلٍـم ألآيآدي ع أإلموضوع أإلمفيد الله يـ ع’ـطيگ الــ ع’ـآفيه مآ ننح’ـرم منگ يآرب بآنتظـآر ج’ـديدگ
|
|