أكبر خطأ أنني رميت عباءتي
ذات صباح بارد من أيام برد شباط اللاذعة ،ناغاني الحاسوب وكرسيي البني أن أجلس بين أحضانه وألوذ به عن الخروج في هذا البرد،فإستجبت لندائه وبأت في مطالعة أهم الأخبار اللقطات الطريفة، تيت تيت 00وردتني رسالة من صديقتي فتحتها فإذا بها تحمل مقطعا لاقى إستهجانها وتريد أن تطلعني عليه إمممم ماذا عساه يكون؟
كانت هناك فتاة أوسيدة في أواخر العشرينات أو أو أوائل الثلاثينات تقول أنها مبتعثة وتؤكد سعادتها في البعثة وإعجابها بالجو هناك،حسنا لابأس ، كانت (تستخف دمها ) كما يقولون وتردد كلمات بلا أهمية لإضحاك المغفلين ليكملوا المقطع الساذج ويضحكوا على كلماتها اللاحقة‘ثم خلعت عباءتها وقالت :لاأحتاج لهذه الزبالة بعد الآن!
هل كانت هي نفسها قاذورات لتسمي العباءة بالزبالة التي حوتها حين كانت ترتديها؟
من الأقذر عباءتها المرمية أرضا أم أخلاقها وقيمها ؟
ومن الذي حماك من شر الذئاب وقطاع الطرق ورافقتك في سني حياتك إلى أن حملتك دولتك معولة عليك آمالا في إعمار الوطن تعليميا وثقافيا فإذا بك تتنكرين لحجابك كأول شكر لمن دعمك إلى أن وصلت إلى ماكنت تسميه حلمك !!
ولو أنك حين رميته إرتديت حجابا آخر ساترا مناسبا كبالطو وحجاب بلثام وحق لك ذلك ألست مسلمة ولك حقوق ومرسل إليك دعوات من جامعات ذلك البلد عن طريق الملحقيات الثقافية بسفاراتها ؟ أم أنك تظنين أنك بتنكرك لدينك وقيمك ستحظين بودهم ؟ لا يا غاليتي وتذكري قول الله ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ، وتذكري حديث الرسول الحبيب ( من أرضى الناس بسخط الله سخط وأسخط الناس عليه) ، وتذكري قول عمر بن الخطاب :(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وبغيره نذل)، فيا غاليتي أنظري إلى حكامنا حماهم الله وحفظهم وأيدهم بالبطانة الصالحة لم يتخلوا عن دينهم وقيمهم وحتى لبسهم حين يسافرون إلى بلدان العالم فما يزيدهم ذلك إلا إجلالا وهيبة، وانت وماأنت سوى مبتعثة منذ أشهر قليلة وفي غربة وكربة من فراق الأهل وتخليت عن حبيبتك وصديقتك وهيبتك و رائحة وطنك 00العباءة؟
تخليت عن حجاب عائشة وأسماء وفاطمة !
فياغاليتي لاتفتنك بلاد الغرب عن دينك ، ضعي نصب عينك دينك00قيمك00أسرتك00أبنائك فيما بعد00أهداف دولتك حين أرسلتك 00والقدوة الصالحة للمسلمات هناك وهنا،،فمعلوم أن بلاد الحرمين سامية جدا عند كل المسلمين وينظرون إلى كل سعودي أو سعودية أنهم قدوة لهم فلا تكسري أملهم فيك!
أما هنا فالطالبات والزميلات والبنيات من أسرتك ينظرون إليك بعين الإكبار لعزمك وتحملك ظروف البعثة من أجل السفر فماذا يقلن حين تتخلين عن رمز النقاء؟
قد يصفق لك هذا أو ذاك وقد يؤيدك مبتعثين عرب مؤكدين أن ذلك حرية لك ونجاة من طوق القيم التي لايرون لها أهمية ويعتقدون أنهم ابتعثوا لنحر القيم وأخذ قشور الحضارة الغربية من ألفاظ ولكنات غريبة وسحنات عجيبة وينسون أننا نريد دعما علميا تعليميا تقنيا تطبيقيا لا نظريات مقولبة يحضرونها معهم محضرة في علب جاهزة أعدت لهم!
سيؤيدونك البعض من تلك الزمرة وأتفائل بقلتهم لوجود عناصر وطنية مبتعثة محافظة سواء طالبات بمحارمهن أو مبتعثين محافظين كثر بحمد الله، وسيضاحكونك ويتهمون الأعراف بحجب جوهرة مثلك ، وسيتنافسون على دعوتك للمقاهي والمراقص ، ألست قد تحررت من زبالتك فأدخلي زبالة من نوع جديد ملون يخفي عفونته بأطياب رخيصة0(وقد قرأت والله قصة كتبتها واحدة تقول أنها فتاة من بلادنا الغالية وتحكي بسذاجة كيف زين لها أصدقاءها التمرد على قيمها بزعم أنها قتلت إبداعاتها وتصادقت مع شاب من جنسها أغواها وكان لها عشيقا يسهل عليها ماعسر عليها من أمرها وتغفو على صدره ثم ترتدي حجابها حين تعود إلى وطنها لزيارة أسرتها فتعود للتقاليد والأدب ثم تعود إلى دراستها في الغربة فتعود لتغفو على صدر صديقها ولم أسمع والله (طاري ) لدراستها إلا بعد أن قالت أنها رسبت مرارا وعادت إلى وطنها متوجة بالخيبة بإنتظار حبيبها الذي سيأتي لخطبتها ولكنها تفاجأ بأنه سماها بين أصدقاءه ب(خويته) بعد أن نال منها ماأراد وتزوج بفتاة لطيفة من بنات عمه لم تخرج مع رجل قبله ،ووالله أن هذه القصة أكبر شاهد على خطأ من تنفي العادات في الغربة وأنها لن تخرج لا بعنب الشام ولا تمر اليمن!!
تعرفت على فتاة أخبرتني أنها إبتعثت مع زوجها لأستراليا وكانت مصرة على الحفاظ على حجابها 00تقول/ والله كانوا يرمونني بالحجارة بعض أطفالهم ويقولون /اربيان 00فما يزيني ذلك غير ثبات وحفظ لقيمي وأهداف وسمعة وطني حين أحسن إلينا وإبتعثنا ويسر لنا كل مانحتاج 000الحاصل،، ماشاء الله،،لقد عادت هي وزوجها مصحوبان بالتبريكات والتقدير والتوفيق مع شهادات عليا بإمتياز!
فيا كل الآباء والأمهات والإخوة والأزواج تابعوا بناتكم وأخواتكم وزوجاتكم المبتعثات 00حكومتنا حماها الله أرسلتكم محارما معهن فلا تغفلوا عنهن 00تابعوهن أحبوهن 00إحترموهن 00ساعدوهن 00لاتحوجهن لذئاب تظهر اللطف والرقة لتنال ماتريد!
ياأمهات إتصلن ببناتكن ولو كن متزوجات كل يوم 00ذكروهن بالله وبالصلوات 00نعم هن عاقلات لكن لاتنسوا هن في غربة وكربة من فراقكن فكن على تواصل معهن0 قرأت قصة لمبتعثة تقول في أحد فقراتها: أمي واثقة بي جدا لدرجة أنها لاتتابع أخباري ونجاحي وتذكيري بالفروض ، وعجبت جدا من رسالة وصلتني منها بعد شهور طويلة ذكرتني بالفروض الخمسة 00كدت أقول لها نعم أنا أهل لثقتك لكنني أهملت فيها كثيرا00ليتك أرسلتها لي منذ زمن أقرب لأتدارك نفسي 00لقد بكيت جدا لما تذكرت الصلاة00وفرشت سجادتي التي هجرتها منذ شهور طوال وعدت إلى رحاب حبيبي الله وشعرت برائحة عطر أمي ينقي الأجواء التي خنقتني !
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد..