ذكر في التاريخ أن امراة ضبيّة ، يعني من بني ضبّة بن أد من بني طابخة . تسمى حسّانة ، قعدت على بركة في روضة بين الرياحين والأزهار في ألطف وقت وأبهجة ـ وكانت قد احتملت من البادية الى الحضر ـ فقيل لها : كيف حالك هنا؟ أليس هذا أطيب مما كنت فيه بالبادية؟ فأطرقت ساعة ، ثم تنفّست وقالت :
أقــولُ لادنى صــاحــبــيّ أســــرُّه ** وللعين دمــع يـتـحـدرُ الكحل ساكبُهُ
لعمري لنهرٌ باللوى نازح القذى ** بعيد الـنــواحــي غير طرق مشاربه
أحبُ إلينا من صـهـاريـــج ملئت ** للعب ولم تــمــلُــح لدى مــلاعــبــــه
فــيـا حـبّـذا نـجـدٌ وطـيـبُ تـرابـه ** إذا هــضــبــتــه بالعشيّ هـواضـبــه
وريـح صــبــا نجد إذا ما تنسّمت ** ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه
وأقــســم لا أنــســاه ما دمت حيّةً ** وما دام ليل من نــهــار يُــعــاقــبـــه
ولا زال هذا القطرُ بـسـفـر لوعة ** بذاكراه حتى يترك الــمـــاء رشاربه
الهواضب : السحاب
جنائبه : ريح تهب من مطله سهيل في الجنوب إلى مطلع الثريا .