قصة تقول إن فيه شيخ اسمه " عبدالله البجادي القحطاني " من أهالي الخرج ،
عاش في القرن الثالث عشر الهجري ، وتوفي رحمه الله في عام 1280 هـ .
وكان عبدالله الله يسلمكم معروف بالكرم ، وبيته ريف للنشاما يجوون ويتقهوون عنده ،
مجلسه عامر ما شاء الله . ويجي هذاك اليوم اللي ما عاد عنده شي يقدمه لضيوفه ومسّته
الحاجة وقعد الرجال يفكر .. وش يسوي وش الدبره .. أنا الحين محتاج ولا معي شيئ أبَد .
والله وهي تطق براسه ويبيع أغلى ما يمكله وهو غلامه " عويس غيفان " ، بس ما كانت
بيعة هالغلام سهله على قلب الشيخ عبدالله .. لكن الظروف أجبرته على البيع ..
والمشكله إنه باعه بأرخص الأسعار .. ما باعه بثمن غالي ، لأن الغلام معروف .. ما يحتاج ،
ويقوم بواجبه وأكثر . سأل الغلام عويس نفسه : ليه يبيعني بهالثمن الرخيص ؟!!
وانكسَر خاطره بعد البيعه .
الوكاد إن الأيام راحت .. وزانت ظروف الشيخ عبدالله البجادي وتحسّنَت أُموره الماديّه ،
وقال الشيخ عبدالله البجادي : ما دام -يالله لك الحمد- أموري متيَسرَه ؛ أبروح
أسترجع الغلام اللي بعته .
المهم راح الشيخ عبدالله وطقّ الباب على اللي باعه عليه الغلام .. ويوم فتح له الباب :
السلام عليكم .. وعليكم السلام ... السالفه كيت وكيت .. وأنا أبيك ترجّع لي غلامي ،
وأعطيك كل اللي تبي . قال اللي شرى الغلام : والله يا شيخ عبدالله على حسب رغبة
الغلام اللي أنا شريته منك . ويوم راح وسأل الغلام : قاله إن عمّك الشيخ عبدالله يبيك
ترجع له وانت وش رايك ؟ فجاوبهم بهالأبيات اللي تقول :
يـا عـم ياللـي سفـرتـه للنـضـا عـيـد
ومن جاع في نجد تذكـر متاعـه
مـن عادكـم يــا عــم لاعــاده العـيـد
جعله يطر ومخرفـة فـي دراعـه
عبد الخطا باردى الثمن باعه السيد
ليتـه تغلـى بالثـمـن يــوم بـاعـه
بيعـه حصـان هايـت عقـب مــا قـيـد
ومن اول ما يعطي الخيل طاعه
سباق لا جناسه على صحصح البيد
ما هو باصيل مار أخذها ذراعه
صدَق من قال : ( من تراخَص اللحَمَه .. خانتَه المرِقَه ) !!!
هـامــش :
النضا : الركايب
عادكم : عاد إليكم
يطر : يشحذ : يطلب الناس دراهم
عبد الخطا : يعني كنه يقول وانا اللي مستبعد قهراً
تغلى : يعني طلب فلوس كثيره
وأخر بيتين يقصد فيهم الشاعر إن الشيخ عبدالله باعه مثل بيعة الحصان الأصيل
اللي لم يلحقه أي حصان على البيداء ، وكل من جاء يشتري هالحصان عيّا راعيه
ويوم صار الحصان بكامل عافيته ؛ باعه راعِيه بأرخص الأثمان !