سر الكسل عند الشعب السوداني , لماذا يقول الناس الشعب السوداني كسول
زاتي انا ماقادر اقيف عن حبك
وزاتك انت ماداير تهتم بيهو
وزاتي انا برسم ليك خط بدربك
وزاتك إنت لازم تمشي عليهو
عليك الله ماتحلف بربك
حبيبك كيف ما ترفق عليهو
درج لدى الشعوب العربية ــ وخصوصا أهل مصر وأهل الخليج ــ وصف الشعب السوداني بالكسل وحب النوم والإسترخاء لفترات طويلة،،
وقد أنتج هذا التصور كثيرا من الفكاهات لعلنا نذكر بعضا اشهر المتداول منها:
1ـ سألوا سوداني: أيش يعجبك في قصص الأنبياء والصالحين؟ قال: والله كلها عبر وحكم .. وبالزات قصة أسيادنا أهل الكهف، يا سلام عليهم... كبسوها نومة تلاتمية سنة.
2ـ سوداني تثاوب قالت زوجته دامك فاتح فمك نادي ع العيال .....
3ـ سوداني جاه شلل مادرى إلا بعد اسبوع...... كان نايم
هذا غيظ من فيض ، فصار الناس يصفون الشخص الكسول وكثير النوم وكثير التمدد والإسترخاء بأنه {سوداني}.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل فعلا الشعب السوداني كسول؟
إطـــــلااااقــــا ،، الشعب السوداني ليس كسولا أبدا،،،
بل إن شعوب شمال القارة السمراء هم أكثر نشاطا من جنوبها.
ولك أن تعرف طبع الشخص الإفريقي من نظرة واحدة،،
فإذا كان بياض عينيه صافيا، فهو عاطفي طيب هادئ الطبع مسالم، يمكن أن يبكي إذا سمع موعظة أو قصة محزنة..
وإذا كان بياض عينيه أقرب إلى الصفرة أو الحمرة، فلا تحاول إستفزازه، فإن هذا النوع من الأفارقة في غاية الشراسة..
فالنوع الأول هو الأكثر إنتشارا في جنوب القارة السمراء
والنوع الثاني هو الأكثر إنتشارا في شمال القارة السمراء، ويدخل ضمنها دولة السودان، واكثر مايتواجد النوع الثاني في جمهورية السنغال،،
وللمعلومية فإن معيار قياس جمال الفتاة في السودان هو ميل بياض عينها إلى الصفرة..
لكن لماذا انطبعت لدينا عن الشعب السوداني فكرة أنه كسول؟؟
الجواب: الــــكــــركـــديـــه
أو المسمى لدينا بإسم : شاي الغجر
ويسمى في مصر بإسم : الشربات ، الشراب المعروف الذي يقدم في المناسبات
الشعب السوداني مدمن على هذا المشروب بصورة مفرطة ، كما سنذكر بعد قليل،،
نبتة الكركديه بعد القطف مباشرة وقبل المعالجة..
الكركديه ، او شاي الغجر ، يشرب ساخنا أو باردا،، فإذا شرب ساخنا فإنه يرفع الضغط قليلا، وقليل من الناس من يفضل شربه ساخنا،، ولكن اشتهر شربه ساخنا عند الغجر (النور) فيرتفع ضغطهم وتبدأ معهم محنة الرقص المشهورة عندهم من كبيرهم إلى صغيرهم...
أما إذا شرب باردا فإنه مخفض عنيف للضغط، فإذا كان الشخص في غاية نشاطه وشرب الكركديه فإنه ـ عندما يبدأ المفعول في الجسم ـ سيحس مباشرة بإنخفاض حاد في ضغط الدم وبعدها لن تتمالكه أقدامه في الوقوف فيضطر للجلوس ، وإذا كان سهرانا فإنه على الفور سينام وقد يكون نومه طويلا، بل إنه إذا كان من كثيري الكلام أو الحركة فسيذهب تسعة اعشار كلامه وحركته تحت تأثير الكركديه..
فهو بالفعل مشروب الإسترخاء الحقيقي... وأحيانا ما يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية قد يودي بحياة صاحبه..
يقوم الإخوة السودانيون بطبخه على النار كما يطبخ الشاي أو النعناع ، ثم يصفونه في (جيك) كبير، ويضعونه في الثلاجة حتى يبرد، ثم يحلونه بالسكر، وقد يضيفون إليه ماء الورد، ثم يشربون منه بكميات كبيرة...
ولكثرة ولع الإخوة السودانيين بهذا المشروب فإنهم في رمضان يشربون منه بعد الإفطار مباشرة بالتناوب مع مشروب الـ {حلو مر} ، وكما هو معلوم بعد الإفطار فإن الشخص بحاجة إلى ما ينشطه ، لكن شدة ولع الشعب السوداني بهذا المشروب جعلهم يعكسون المعادلة..
بل إن للشعب السوداني تأثير على سعر الكركديه في السعودية، فإذا نزل السودانيون في الإجازات إلى بلدهم فإن سعره ينخفض، فإذا عادوا من الإجازات ارتفع سعره من جديد..
ولعل هذا الإدمان من رحمة الله ،، فلولم يكن الشعب السوداني مدمنا على الكركديه لقام اصحاب العيون الصفراء بقتل أصحاب العيون الحمراء أو العكس، لكن الله قال لهم كونوا كسالى تحت تأثير الكركديه.. فهو خير لكم...
مع خالص تحياتي للشعب السوداني الطيب
،،،دمتم بحفظ الباري،،،
منتديات جمرة هوى