بسم الله الرحمن الرحيم , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن التسلل الأثيوبي لم يقف على القرى الجنوبية من بلادنا، فقد تغلغل إلى معظم منطقة عسير، ثم منطقة الباحة، بل ووصل العاصمة الرياض، وحتى رفحا، وأخيراً ما سمعناه من حادث أمني لهم في حي السامر بشرق جدة.
** السؤال المهم، والذي لم يجب عنه أحد حتى الآن، ما هي حكاية هؤلاء الاثيوبيين بالضبط، وهل هم "غزاة" طبقاً لما هو منشور في تقرير رأيته على الإنترنت؟.. وبالتالي فلهم أجندتهم الخفية والمرعبة، والتي ربما تكون مدعومة من قوى خارجية ضد بلادنا؟.
** أم أنهم مجرد فقراء ومساكين ومعدمين تدفقوا من بلادهم القريبة من حافة المجاعة إلى بلادنا التي تنعم بالخيرات، وليس لهم هدف إلاَّ التكسب ولقمة العيش حتى وإن كان ذلك من بوابة الهجرة غير الشرعية؟.
** غياب المعلومة الصحيحة والموثقة من الجهات الأمنية، الأقرب والأكثر قدرة على تحديد مقصد أولئك المتطفلين على بلادنا، ساهم بشكل كبير في رواج شائعات كثيرة عنهم، بل وحتى اختراع وقائع ربما لم يقوموا بها، حتى تولدت عند الناس، ما يمكن أن نقول عنه "فوبيا الأثيوبيين".
** حجب المعلومة الصحيحة ليس أمراً جيداً، إنه يفقد المواطن الثقة في وسائل اعلامه وفي المتحدثين الأمنيين، ويدفعه إلى البحث عنها من مصادر أخرى. وتلك المصادر قد تكون أمينة وقد تكون مغرضة بحسب نزاهتها وأهدافها.
** على الجهات الرسمية أن تعي أنه لم يعد لأحد القدرة على حجب أي شيء، فوسائط التفاعل التقني الاجتماعية المتنوعة هذه الأيام قامت وتقوم بنقل أحداث كثيرة، كانت فيما مضى يصعب الاطلاع عليها، وصار كل من يملك جهاز هاتف ذكي، بمثابة صحفي ميداني يحرر الخبر ويصوره، ويبثه في اللحظة نفسها إلى كل من يريد وبالطريقة التي يريد.
(لغز الأثيوبيين) هذا ينبغي ألا يظل لغزاً، يجب وسريعاً وضع النقاط فوق حروفه، ليعرف المواطن ما هي حكايته بالضبط، وأكثر من ذلك يجب العمل على زيادة تمتين حراسة الحدود، بما في ذلك اقامة الجدران والكميرات الحرارية والقوى الميدانية وطائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية ، كما فعلت اسبانيا فوق جبل طارق وحوله.
ويجب أن يكون للمواطن دور محوري في حل مشكلة المستللين، وفق الآلية التي تراها الجهات الأمنية، بالتنسيق والاشراف والرأي الواحد، وليس كما رأينا قبل أيام من قيام بعض الشباب بدافع ذاتي من حمل السلاح ضمن تكوينات أقرب ما تكون للمليشيات ، مع الحزم الشديد لكل من يخون وطنه بتهريب المتسللين ونقلهم من منطقة إلى أخرى، حتى ولو كان ذلك تحت ضغط الفقر، لأن الوطن وأمانته يعلو فوق كل اعتبار.