غموض حول حصيلة عملية تحرير الرهائن في جنوب الجزائر
لا يزال الغموض يلف حصيلة العملية التي شنتها القوات الجزائرية لتحرير الرهائن الذين كانت تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في مصنع للغاز في ان اميناس، الا ان التصريحات الاولى لوزير الاتصال الخميس تحدثت عن تحرير "عدد كبير" من الرهائن وسقوط "بعض القتلى".
وقال وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد في تصريح تلاه عبر التلفزيون الحكومي مساء الخميس ان العملية سمحت ب"تحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والاجانب (...) والقضاء على عدد كبير من الارهابيين الذين حاولوا الفرار"، معربا عن الاسف لسقوط "بعض القتلى". واضاف "ليس لدينا الحصيلة النهائية والعملية متواصلة لتحرير باقي الرهائن".
واكد السعيد ان الحكومة ستعلن الحصيلة النهائية "فور الحصول عليها".
وقال مواطن فرنسي بقي مختبئا تحت سريره طوال 40 ساعة ونجا من عملية احتجاز الرهائن في الجزائر حيث شن الجيش هجوما كثيفا على المجموعة الاسلامية للخاطفين، ان "اطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا".
واعلن مصدر قضائي الجمعة ان القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في قضية "خطف ادى الى الموت" حول عملية احتجاز رهائن من قبل جماعة اسلامية طالت 41 اجنبيا ومئات العمال الجزائريين في موقع للغاز في الجزائر.
واعلنت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة ان "الحادث الارهابي لا يزال جاريا" في الجزائر حيث شن الجيش الجزائري هجوما الخميس، مشيرة الى احتمال وجود "اشخاص محتجزين رهائن" حتى الآن.وقالت الوزارة في بيان ان "الحادث الارهابي لا يزال جاريا".
ومساء الخميس اعلن مصدر محلي لوكالة الانباء الجزائرية ان العملية العسكرية انتهت، قبل ان تعود الوكالة وتؤكد مرة اخرى ان الجيش ما زال يحاصر بعض الخاطفين مع الرهائن في موقع مصنع الغاز.
واكد الوزير ان السلطات الجزائرية "تمسكت بالحل السلمي الى غاية صباح الخميس".
واضاف "امام تعنت الخاطفين المسلحين جيدا قامت القوات البرية بمحاصرة الموقع واطلقت نيرانا تحذيرية".
وتابع "امام اصرار الخاطفين الواضح على محاولة مغادرة الجزائر مع الرهائن الاجانب نحو دولة مجاورة لاستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز قامت القوات البرية بمهاجمتهم".
وبينما اكدت الجزائر عبر وكالة الانباء الجزائرية تحرير 600 من مواطنيها و4 اجانب في العملية اعلن الخاطفون عن مقتل 34 رهينة بينهم غربيون .
واعلنت المجموعة المسلحة ان قائدها "ابو البراء" قتل في هجوم الجيش مع عدد من الخاطفين.
وكان ابو البراء هو من كشف ان عدد الرهائن الاجانب "في حدود 41" وينتمون الى عشر دول هي النروج وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا وكولومبيا وتايلاند والفيليبين وايرلندا واليابان والمانيا.
واعلنت اليابان الجمعة ان ثلاثة رهائن يابانيين باتوا "في امان"، في حين لا يزال 17 اخرون في عداد المفقودين.
كما اعلنت السلطات الايرلندية الخميس نجاة مواطن ايرلند كان بين الرهائن وهو ستيفن ماكفاول عمره 36 سنة ويتحدر من اقليم ايرلندا الشمالية البريطاني.
واوضح المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا للصحافيين ان الشركة اليابانية جاي جي سي التي تعمل في الموقع ابلغت وزارة الخارجية بهذه المعلومة، دون ان يوضح ان كان الثلاثة المحررين من بين الاربعة الذين اعلنت عنهم الجزائر.
وكشف موقع صحيفة الشروق الجمعة عن هوية اول قتيل جزائري في العملية ويتعلق الامر بحارس بوابة مصنع الغاز واسمه محمد الامين لحمر.
ونقلت الصحيفة عن زملاء محمد الامين انه قتل برصاصة في الرأس اطلقها المهاجمون عندمل رفض فتح البوابة لمرور الحافلة التي كانت تقل الخاطفين ورهائنهم الاجانب الى داخل الموقع.
وشن الجيش الجزائري الخميس هجوما على موقع لانتاج الغاز في جنوب شرق البلاد لتحرير رهائن جزائريين واجانب يحتجزهم مسلحون اسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة منذ فجر الاربعاء.
ويعمل في موقع الغاز القريب من الحدود الليبية (1600 كلم جنوب شرق الجزائر) 700 عامل اغلبهم جزائريين لصالح شركات بي بي البريطانية والنروجية ستايت اويل والشركة الجزائرية سوناطراك.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الوضع بانه " خطير جدا وغامض جدا ومتقلب جدا".
ودعا كاميرون البريطانيين الى "الاستعداد لامكانية تلقي انباء سيئة".
وكان المتحدث باسم كاميرون اعلن في وقت سابق ان الاخير اعرب عن اسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بابلاغه مسبقا بالعملية التي شنتها قواتها المسلحة الخميس لتحرير مئات الجزائريين والاجانب المحتجزين.
كمااكد مسؤول اميركي لفرانس برس ان الولايات المتحدة لم يتم اعلامها مسبقا بعزم السلطات الجزائرية شن عملية لمحاولة تحرير الرهائن.
وقال "لم نكن على علم مسبقا بالتدخل الجاري"، مضيفا ان المسؤولين الاميركيين "شجعوا بقوة" السلطات الجزائرية على وضع سلامة الرهائن كاولوية.
ومن جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان أزمة الرهائن الذين اختطفتهم مجموعة مسلحة في الجزائر "تطورت كما يبدو بشكل ماساوي".
واشارت الصحافة الفرنسية الجمعة الى "حزم" الجزائر في تعاطيها مع قضية احتجاز رهائن في موقع انتاج الغاز في ان امناس معتبرة ان هذه القضية تشير الى "تدويل" النزاع مع الارهاب في الساحل.