غيرنة (Girne) بلدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لا يتجاوز سكانها 8 الآف نسمة، تتميز بجمال ونقاء شواطئها الرملية التي تمتد لأميال مشكلة مشهدا ساحرا يستحق التجربة. وأين ما ذهبت في مدن شمال قبرص التركية، يقابلك الناس بالإبتسامة، ويشعرونك وهم يتحدثون إليك بأنك منهم، فهم أناس طيبون، في أرض طيبة، كما تعد منطقة الميناء في غيرنة، التي تطل منها قلعة صليبية تعود للقرن 12.
تقع غيرنة في شمال جزيرة قبرص، وهي مدينة صغيرة جميلة جدا وترفيهية، ويحدها من الشمال والغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب منطقة تابعة للأمم المتحدة تعزل شطري جزيرة قبرص. ويعتمد اقتصادها على السياحة والزراعة وقطاع الخدمات السياحية، والدعم المالي القادم من تركيا، وتعدّ غيرنة المدينة الساحلية الأهم والأجمل في قبرص الشمالية.
وتتميز غيرنة عدا عن كونها مدينة ساحلية جميلة، بكونها مدينة تاريخية، تعاقبت عليها حضارات متنوعة، من الإغريقية إلى الرومانية والبيزنطية والعربية، حتى خضعت في العام 1299م، بعد سقوط القسطنطينية للحكم العثماني. وبعد التدخل العسكري التركي في شمال جزيرة قبرص عام 1974م وطرد اليونانيين أصبحت غيرنة خاضعة للسيطرة التركية.
تحيط بشمال قبرص سلسلة مرتفعات جبلية، الجزء الجنوبي منها المرتفعات هو أكثرها ارتفاعا ويعرف باسم مرتفعات غيرنة، أما قسمها الشرقي، فيتّسم بالضيق في معظم أجزائه، ويُعرف باِسم مرتفعات كارباس.
وهناك العديد من المناطق القريبة من غيرنة التي يمكن زيارتها، مثل قلعة سانت هيلاريون الواقعة على قمة سلسلة جبال خلف غيرنة، وهي قلعة من قلاع الصليبيين ما زالت تحتفظ بطابعها المعماري المميز لتلك المرحلة في تاريخ الجزيرة.
وعلى بعد أربعة أميال من غيرنة، توجد قرية بيلابايس البديعة الهادئة، التي ما زالت تحتفظ بطابعها المميز منذ أيام الاستعمار البريطاني، وفيها دير يعود إلى القرن الثالث عشر، ويطل على منظر خلاب.
كما يمكن من هناك الذهاب لزيارة سلاميس، التي كانت تعد في السابق من أعظم المدن في منطقة شرق البحر المتوسط، وتعطي آثارها لمحة عما كانت تمتع به من مكانة بأعمدتها المصفوفة العالية، وطرقاتها المرصوفة بالرخام، وحماماتها العثمانية العامة، وملاعبها الرياضية.
وتقدم المطاعم في غيرنة وجبات المطبخ التركي الطابع، حيث تقدم فيه أطباق الكباب والشاورما، والحمص، وسلطة الروب والخيار والسلطة الخضراء بأنواعها المتعددة، كما تقدم بعده شراب اللبن البارد.
وهنالك أيضا مطاعم قرب الشاطئ، تقدم أطباق المأكولات البحرية من أسماك وروبيان وغيرها، والجو والأطعمة بصفة خاصة مناسبة للغاية للزوار القادمين من البلدان العربية.
وهناك أساطير عن غيرنة، ومنها حكاية الحورية الأسطورية التي يرويها سكان المدينة عن حورية ذات ذيلين، تكرّر ذكرها في الاساطير الإغريقية ومثيلاتها، عاشت في جزيرة صخرية نائية وهي غيرنة الآن، تبدأ بالغناء والعزف على القيثارة إذا اقترب البحارة بسفنهم من هذه الجزيرة، فتلهيهم عن طريقهم، وتجعلهم يتبعون صوتها الجميل، ويصطدمون بالصخور، ثم يغرقون.
شارع عثمان باشا هو الشارع الرئيسي في العاصمة القبرصية ليفوكشا التاريخية، ويعد منطقة التسوق الرئيسية لأهالي المدينة وزوارها، حيث المحلات والمطاعم والمقاهي، والحمامات التركية الشهيرة والبسطات التي تبيع البضائع التركية المتنوعة. وإذا واصل الزائر السير على طول هذا الطريق شمالاً سيصل إلى منطقة الخط الأخضر، وهي المنطقة الفاصلة فيما بين القطاعين اليوناني والتركي للعاصمة.
وفي أثناء التجول في ذلك القطاع، يسمع الزائر صوت مؤذن جامع السليماني، يدعو الناس لأداء الصلاة، وكل شيء في هذا القطاع يدور بهدوء وبوتيرة بطيئة تدعو للارتياح، حيث يتواجد أسواق الخان القديم الكبيرة في هذا القطاع.