لا يخفى على القاصي والداني تاريخ مدينة حلب السورية ومكانتها العالمية، حيث تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم فكانت مأهولة بالسكان في بداية الألفية السادسة قبل الميلاد، وأصبحت المدينة القديمة في مدينة حلب من مواقع التراث العالمي اليونسكو في عام 1986، وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006 م، وخلال أحداث الثورة السورية، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيا واقتصاديا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.
وتضم حلب عشرات المساجد التاريخية القديمة والأثرية إضافة إلى المعابد والكنائس، فلم يمنع على مر التاريخ إنسان من ممارسة ديانته مهما اختلفت، ولأول مرة في تاريخ حلب لاتقام صلاة الجمعة وذلك بسبب القصف الشديد الذي تتعرض له.
فيما أصدر المكتب العلمي لتجمع دعاة الشام أمس الخميس قرارًا بإلغاء صلاة الجمعة في حلب اليوم، 29 نيسان، على خلفية اشتداد القصف في مدينة حلب بالمناطق المحررة.
ووجه التجمع دعوة لجميع الأئمة والخطباء في المدينة بتذكير الناس خلال الصلوات الخمس ليوم الخميس، بقرار إلغاء صلاة الجمعة.
كما وجه نصيحة لباقي المناطق المحررة في سوريا إلى الاختصار بالصلاة والإيجاز وفض التجمعات بشكل سريع.
ووفق بيان مشترك لمجموعة من “الهيئات الشرعية” في حلب، فإن هذه هي المرة الأولى بتاريخ حلب التي تلغى فيها صلاة الجمعة.
وشهدت أحياء المدينة المحررة مجازر ارتكبها طيران النظام، في الأسبوع الأخير، كان أعنفها ليلة ويوم الخميس، إذ استهدف مشفى القدس في حي السكري، وتلته مجزرتان في حيي بستان القصر والكلاسة، خلفت بمجموعها ما لا يقل عن 75 قتيلًا وعشرات من الجرحى.
وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.
قتل 54 مدنيا على الأقل، بينهم خمسة أطفال، الخميس في تبادل القصف، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن 32 على الأقل من بين هؤلاء القتلى وبينهم ثلاثة أطفال، قتلوا في غارات نفذتها قوات النظام وغالبيتهم في قصف مستوصف لمنظمة أطباء بلا حدود. وقتل 22 مدنيا، بينهم طفلان، في قصف نفذته الفصائل المعارضة، بحسب المرصد.