كم سهرت الليالي..ولم أذق للنوم طعما..
أفكر وحدي..وأنتظر قدومه..ليعطي
لحياتي أجمل معنى...
انسلخ الليل...وتنفس الفجر...
وأشرقت الشمس..ولازلت في انتظار الغائب..
في انتظار من أركن إليه وأستريح...
من أشكو إليه..ألم الحياة ومعاناتها..
في انتظار من يجفف دمعة انحدرت على وجنتي..
ويضمد جراحاً من الأعماق تنزف..
انتظرت كثيراً وتساءلت:أين هو من
سيقف بجانبي... لخوف اعتراني!!!
من سيحميني ويدافع عني..إذا أحد أذاني!!
من سأشعر بالقرب منه..أنني قد حققت
جميع الأماني!!
من سأجد في عينيه..مكاني وعنواني!!!
انتظرت كثيراً..فلم يأتي من يطمئنني..
غربت الشمس.. وارتدى الليل ثوبه الأسود..
انتظرت..وانتظرت..ورحت أصرخ..وفقدت أمل اللقاء...
قررت الذهاب بعيداً.. وحينما تعبت من السير..
توقفت...
وأجهشت بالبكاء..
وتساءلت: أين أنا!!!
جاءني صوت من بعيد متعجباً قائلاً:
أنتِ تقفين على مضمار السباق مع الزمن..
قلت له: إنني أبحث عن الغائب..ولازلت أبحث..
ولازال خيال طيفه يشاغلني كثيراً..
فهل يمكنك أن تدلني أين هو!!!
وكيف الوصول إليه!!!
لقد انتظرته طويلاً.. وسألت عنه الليل..
وسألت النجوم.. وسألت القمر..
وسألت الكون.. بل وسألت الزمن..
فلم يجيبني أحد.. ولم أسمع عنه خبر..
ورحت ألوم الزمن قائلةً له:
لماذا تمشي عقارب ساعاتك دائماً عكس عقرب ساعتي!!
لماذا تخطو خطوة بطيئة نحوي!!
بينما تسرع الخطى نحو الآخرين!!
لماذا يا زمن تعاملني بقسوة!!
وتحرمني من الفرحة!!
هل قررت التآمر ضدي!!!
جاءني صدى الصوت من بعيد هامساً:
لا تلومي الزمن وتظلمينه...
فالزمن هو الزمن..وليس مسئولاً عما تعانينه..
ربما كان عقرب ساعتك مفقود..
ربما كان حبيبك غير موجود..
حتى .. وإن كان موجود...
كلماته زادت عذابي وحيرتي..
وتأملت عقرب ساعتي..
ورحت أنتظر الفجر .. وشروق الشمس..
ولازلت في انتظار الغائب..
اين انت ايها الغائب