وأنا في المرحلة الابتدائية اعتادت أذناي سماع ذلك الصوت الربيعي ينطلق من مذياع جارنا الذي عاد إلى القرية بعد أن أضناه السفر بعيدا عنها هناك تعلم وتنقل في شتى المدن وعاد ينثر بوح السنين وليالي الغربة ... كنت صغيرا لكني كنت أقرأ في تجاعيد وجهه عذابات السنين والامها كان يخرج كل صباح حاملا مذياعه الضخم إلى ظل المنزل .. يدندن مع صوت فيروز الشجي وهي تصدح كيفك إنتا ملا إنتا
لاحظت دموعة تنساب بين تجاعيد وجهه .. لأعرف فيما بعد أنه أكتوى بنار حب عاد للقرية ولم يجده
مات جارنا رحمه الله
بقيت أنا وفيروز وشئ من الحب
صباحكم فيروزي ودمتم بخير