وُلد عبد الحميد شومان عام 1890 في فلسطين في قرية بيت حنينا التي تقع على بعد أربعة أميال شمال القدس وترعرع في الكوخ الحجري ذاتها التي انطلق منها ليبدأ أول عمل له وهو ما زال في السابعة من عمره كبنّاء في مواقع البناء، مدفوعاً بالطموحات التي فاقت عمره، ومتجاوزاً في عمله حدود قريته وبلده، هاجر شومان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من عمره، حاملاً 32 دولاراً فقط.
وهناك، بدأ العمل كبائع متجول يبيع الأقمشة والألبسة الجاهزة في نيويورك وبلتيمور، حيث قاده نجاحه المتواصل إلى التوسع، و قام بتأسيس مصنع لصناعة الملابس في منطقة الملابس في مانهاتن.رغم النجاح الذي حققه شومان إلاّ أنه بقي يشعر بالحنين إلى وطنه، وهناك، بدأ يسيطر عليه طموح أكبر: هو تأسيس بنك بمشاركة عربية، بنك سيلعب دوراً مهماً في تشكيل حياة دول كثيرة وصياغة اقتصادها، فأسس البنك العربي في القدس عام 1930.
وعاد إلى بلدته وأقام مدرسة وكلية جامعية متوسطة عرفت بإسم مدرسة التطبيقات المسلكية تمهيدا لتطوريها إلى جامعة بيت حنينا وقد سار نجله الراحل عبد المجيد على نهجه وأسس نواة جامعة القدس على اراضي الجمعية الخيرية التي ترأسها لفترة طويلة، وحاليا فان عبد الحميد شومان (الحفيد) نجل الراحل والفقيد الكبير عبد المجيد هو رئيس الجمعية ولا يزال يتابع تطوير أملاك الجمعية. حيث أنتخب عدة مرات لرئاسة مجلس إدارة البنك العربي، خلال فترة امتدت لأكثر من 30 عاماً شغل عبدالحميد شومان عدداً من المواقع والوظائف في البنك العربي، حيث إستهل حياته العملية بالتدريب البنكي المكثف في بنكي Midland Bank و Morgan Guaranty وذلك بعد حصوله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1970. رحل في إحدي مستشفيات نيويورك 25 سبتمبر 2003عن 67 عاما نتيجة اصابته بمرض اللوكيميا.