أثار
الفيلم المسيء لرسول الله عليه وسلم ردود أفعال كثيرة سواء في البلاد
العربية والإسلامية أو خارجها, وقد علق العلماء على ذلك الفيلم بتصريحات
هذا جزء منها:
طالب
مجلس شورى العلماء من رؤساء وملوك وحكومات الدول الإسلامية بالسعي لنصرة
دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم،ردا على الفيلم الذي أساء للرسول والقيام
بما أوجبه الله عليهم، مستشهداً بقول الله تعالى” (الَّذِينَ
إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ
الأُمُورِ)”.
وأكد مجلس شورى العلماء،
في بيان رسمي له اليوم الجمعة، تعليقاً على الفيلم المسيء للرسول وما
يُنشر من أفلام ورسومات مسيئة للرسول، أن المساس بالنبي “صلى الله عليه
وسلم” هو فتنة كبرى يجب درؤها، وإنّنا نَرْقُب وننتظر موقفًا جماعيًا
لحكّام الأمة بشأن هذا الأمر الجلل، مضيفين في بيانهم:”
أن اعتقادنا الذي عليه نحيا وعليه نموت هو تعظيم وتوقير أنبياء الله ورسله
أجمعين لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِه، وذلك ركن من أركان
إيماننا بالله سبحانه وتعالى؛ فعلى جميع أبناء هذه الأمة أن يعلموا أن هذا
النبي صلى الله عليه وسلم هو إمامنا وقدوتنا فالغضب له دين وعبادة وقربة،
ومن لم يغضب فليتَّهِمْ نفسَهُ ولِيَتُبْ إلى الله من هذا الجفاء”.
كما شدَّد مجلس شورى العلماء،
أن الغضب للنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن ينضبط بهديه وخلقه صلى الله
عليه وسلم، فيجب على العلماء والدعاة والسياسيين والإعلاميين وكافة
المؤثرين بالمجتمع إنزال هذه القضية مقامها التي يليق بها بلا متاجرة ولا
مزايدة ولا جفاء ولا طيش، وأن ينتفض الجميع بكافة توجهاتهم لنصرة النبي صلى
الله عليه وسلم إرضاءً لله تعالى.
كما طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن يكون الرد على الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام بأخلاق الإسلام.
وأضاف في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "ليست أمريكا كدولة وراء هذا الأمر! ولكن نقول لها: ينبغي أن يكون لك موقف أقوى، وأن تقفي ضد هذا التطرف".
وقال: ليس من الوفاء له صلى الله عليه وسلم أن نذهب إلى السفارات ونرميها بالحجارة، أو نشعل فيها النار، ونقتل السفير ومن معه!.
وأكد أن الوفاء للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم يكون بتقديم سيرته ورسالته إلى العالم، وليس بقذف السفارات بالحجارة!.
ودعا
الجميع إلى الوقوف لمناصرة الشعب السوري، قائلاً: "علينا كلنا أن نقف مع
الشعب السوري، نسند ظهره، ونشد أزره، ونقويه، ونقول له نحن معك، ونحن منك
وأنت منا".
وقد طالبت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
بالحكمة في ردود الأفعال المنددة بفيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم، داعية إلى الابتعاد "عن أخذ البريء بذنب
المسيء".
وقالت الهيئة في بيان لها:
إن "الأزهر الشريف يتابع مسلسل الإساءات المتكررة إلى الإسلام ورموزه
ومقدساته، من تدنيس المصاحف وحرقها، إلى العدوان على المساجد وهدمها، وحتى
الإساءة إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي جاء إلى العالمين
مصدقًا بما سبق من الكتب، ومؤمنًا بكل النبوات والرسالات، كما تابعت هيئة
كبار العلماء - وتتابع - ردود الأفعال الحكيمة منها والغاضبة، التي تواجه
هذه الإساءات في وطن العروبة وعالم الإسلام".
وأكدت الهيئة أن
"مصدر هذه الإساءات ليسوا هم الناس العاديين، سواء في الغرب أو الشرق،
وإنما المصدر هي مؤسسات الهيمنة الاستعمارية، التي يجاهدها الإسلام لكسر
شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي، ومع
هذه المؤسسات السياسية الصهيونية، وأجهزة الإعلام التي ترتزق من الكذب
وصناعة الصور الزائفة عن الرموز والمقدسات الإسلامية".
كذلك أدان أئمة وعلماء السودان
خلال اجتماع عقدوه الليلة الماضية بالخرطوم ، الفيلم المسيء للإسلام
والرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) ، واعتبروه مساسًا بالعقيدة
الإسلامية وتعديًا على الحريات.
وقال الدكتور ناصر السيد عن هيئة علماء السودان:
إن الحادثة وحدت العلماء والدعاة لنصرة النبي الكريم (صلى الله عليه
وسلم)، مشيرا إلى أن أعداء الإسلام استهانوا بالإسلام لأن حكام المسلمين
استهانوا بأنفسهم واستهانوا ببلادهم وبشعوبهم وبتاريخهم.
كما أدان الدكتور محمد علي الجزولي
الأمين العام للهيئة الشعبية لنصرة النبي الكريم ، الإساءات للنبي محمد
صلى الله عليه وسلم ، وطالب بطرد السفيرين الألماني والأمريكي من الخرطوم ،
قائلا "لا يمكن أن نساكن أو نجاور أو نعايش قومًا يسيئون للنبي صلى الله عليه وسلم".
وأوضح الدكتور خالد إسماعيل عن الطرق الصوفية بولاية الخرطوم ، أن الأحداث وحدت المسلمين ضد أعداء الحرية والدين ، وقال:
إن المسلمين جميعًا في خندق واحد دون المهج والأرواح عن رسولنا عليه
الصلاة والسلام، داعيا إلى نصرة النبي بمزيد من وحدة المسلمين وتحقيق سنته
وأخلاقه في حياتنا.
وذكر الدكتور علي محمد عن جماعة أنصار السنة المحمدية، أن الأحداث رغم مرارتها إلا أنها زادت من درجات الإيمان بالعقيدة الإسلامية ومحبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي
السياق نفسه أكد د. محمود حسين عضو مكتب جماعة الإخوان المسلمين أن
المظاهرات أمام السفارة الأمريكية رد فعل طبيعي للمستاءين من تصرفات الفيلم
الأمريكي المسيء للرسول.
وأوضح حسين
في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الشعب لا يحمل الشعب الأمريكي مسئولية
هذا الفيلم وإنما يدعو الإدارة الأمريكية إلى محاسبة منتجي هذا الفيلم
بدعوى الحرب على الكراهية.
ولفت
إلى أن هذا الفيلم به العديد من الإساءات للرسول ومشاعر المسلمين والأقباط
على حد سواء، داعيًا المتظاهرين إلى التعبير السلمي عن غضبهم وعدم توجيه
أي إساءة للمقرات الأمريكية على الأراضي المصرية، مشددًا على أن الأقباط
المصريين إخوة وطن ولا يُسألون عن تصرفات بعض أقباط المهجر الحاقدين على
الإسلام.