القرحة الهضمية أسبابها و أعراضها و مضاعفاتها
تعرف القرحة على أنها جرح مفتوح مع فقدان الأنسجة في الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي ، و تحدث بشكل رئيسي في المعدة و الإثني عشر (الجزء العلوي من الأمعاء).
كيف تحدث القرحة ؟
تقوم المعدة والأمعاء والغدد الهضمية بإنتاج المواد المسئولة عن هضم الطعام الذي نأكله و من ضمن هذه المواد حامض الهيدروكلوريك والببسين. ولفترة طويلة كان يعتقد أن هذا المرض يستند إلى أمرين: "لا حامض ، لا قرحة" و "الإصابة مرة واحدة بالقرحة تعني الإصابة بها دائما".
و من أجل هضم الطعام ، تحتاج المعدة إلى إنتاج حمض الهيدروكلوريك وغيره من المواد المسئولة عن بدء العملية. وهكذا ، فإن مضمون هذا الحمض حمضي جدا مما قد يلحق الضرر في جدران المعدة إذا لم تكن المعدة مزودة بآليات الحماية.
تنتج خلايا المعدة المخاط ، وهو مادة تشبه الجيلي تغطي جدار المعدة، و هو أحد الآليات الرئيسية للحماية. و تشمل العوامل الوقائية الأخرى إفراز البيكربونات ( التي تقوم بتحييد الحامض) و الزيادة في مخاطية المعدة.
و يتم التحكم في جميع هذه الآليات الوقائية عن طريق إنتاج بعض المواد التي تسمى البروستاجلاندين.
ومنذ فترة طويلة كان يعتقد أن القرحة الهضمية هي نتيجة لعمل حمض على جدران المعدة والاثني عشر ، و الذي يقوم بتشكيل جرح و جعل الجدران تتآكل. ولكن تم اكتشاف أن المرض ينشأ عندما يكون هناك عدم توازن بين العوامل العدوانية وحماية الغشاء المخاطي في المعدة و الإثنى عشر. و أصبح حمض المعدة عامل مشارك في نشأة المرض.
ما هي المضاعفات؟
قد تصبح حياة المرضى الذين يعانون من مضاعفات القرحة الهضمية في خطر و في كثير من الحالات، قد يتطلب العلاج الجراحي.
• الحفر : يحدث عندما تسبب القرحة تآكل جدار كامل من الجهاز (المعدة والاثني عشر). وهو من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة في البطن والوفاة إذا لم تعالج بسرعة.
• أعاقة مرور الطعام : عند تلتئم القرحة تبدأ في إعاقة حركة الطعام من خلال الجهاز الهضمي.
• النزيف من المضاعفات الأكثر شيوعا و يظهر على شكل دم في البراز أو تقيء الدم.
ما الذي يشعر به المريض؟
المظهر الأكثر شيوعا للقرحة هو الألم ، و هناك أربعة خصائص رئيسية تساعد في التشخيص ، مثل نوع الألم و وتيرته ومكانه و وقته. ويشار عادة إلى الألم على أنه حرقان ألم أو جوع أحيانا . وفي معظم الحالات ، يشعر المريض بالألم في المعدة. و تتكرر الشكوى من الألم في نفس الوقت من العام وهو ما يفهم على أنه تواتر لألم القرحة. و قد تحدث أعراض أخرى مثل القيء والغثيان والامتلاء (الشعور بثقل أو الامتلاء في المعدة) بعد تناول الطعام. يستمر الألم لمدة أسابيع و بوتيرة ليست فريدة لكل نوع من القرحة :
• يبدأ الألم بعد ساعتين أو ثلاث من تناول الطعام و يمكن أن يوقظ الألم المريض في الليل و قد يخف مع استخدام مضادات الحموضة وتناول الطعام. هذا النوع من الألم يرتبط أكثر مع قرحة الاثني عشر.
• الألم الذي يزداد سوءاعند قيام المريض بالأكل أكثر شيوعا في قرحة المعدة.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المرضى قد لا تظهر لديهم الأعراض أبدا و لكن مع حدوث المضاعفات مثل النزيف و الحفر.
كما أنه ليس هناك أدلة علمية على أن بعض الأطعمة (القهوة و المشروبات الغازية والحليب والبهارات) تهيج القرحة.